الطرق الحديثة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني
مرض السكري من النوع الثاني يعتبر من الأمراض المزمنة التي تدوم لفترات طويلة و تحتاج إلى عناية طبية مستمرة. ويحدث نتيجة ارتفاع معدل السكر في الدم لعدم قدرة الجسم على الاستجابة للإنسولين الذي يفرزه البنكرياس والذي يساعد خلايا الجسم على استخدام الجلوكوز و تنظيم نسبة السكر في الدم. يُعالج مرض السكري من النوع الثاني بأدوية السكر الفموية أو بالإنسولين أو باستخدام إبر التخسيس. ويسعى الأطباء لاكتشاف طرق حديثة ومتقدمة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني والتخلص من طرق العلاج التقليدية. وفي هذا المقال سوف نستعرض الطرق الحديثة والأكثر فعالية والتي تم إجراء الأبحاث عليها وكانت نتائجها إيجابية وفعالة في علاج مرض السكري من النوع الثاني وهى:
– استخدام الخلايا الجذعية
أظهرت العديد من الأبحاث والدراسات عن إمكانية علاج مرض السكري من النوع الثاني باستخدام الخلايا الجذعية بالاضافة الى العديد من الامراض الاخرى. فالخلايا الجذعية هي الخلايا التي تنشأ منها جميع الخلايا المتخصصة ذات السمات المحددة. ولذلك نحصل على الخلايا الجذعية من الأجنة، أو الحبل السري، أو المشيمة، أو نخاع العظم، أو الأسنان، أو خلايا الدم. كما هو معروف أن البنكرياس يحتوي على 3 أنواع مختلفة من الخلايا وهى:
- خلايا ألفا التي تفرز الجلوكاجون المسئول عن زيادة مستوى السكر في الدم.
- خلايا بيتا المسئولة عن إفراز الإنسولين الذي ينظم مستوى السكر في الدم.
- خلايا دلتا والتي تفرز هرمون السوماتوستاتين الذي ينظم عمل خلايا ألفا وبيتا.
ولأن مرض السكري ينشأ عادة نتيجة خلل في خلايا بيتا؛ فقد قامت العديد من الدراسات والأبحاث على استخدام الخلايا الجذعية وزرعها في البنكرياس لتتحول إلى خلايا بيتا. التي ستقوم بإفراز الإنسولين وبالتالي التحكم في نسبة السكر في الدم و بالتالي علاج مرض السكري من النوع الثاني.
وبدأ الباحثون بإصابة بعض فئران التجارب بمرض السكري عن طريق حقنها بمادة الستربتوزوتوسين التي تعمل على إتلاف خلايا بيتا في البنكرياس. وقاموا بعدها بزرع الخلايا الجذعية في بنكرياس الفئران المصابة، ولوحظ بعد عدة أيام قيام الخلايا الجذعية بإفراز الإنسولين بكميات مناسبة وتحكمت في نسبة السكر في دم الفئران لعدة أشهر.
وبعد إجراء العديد من التجارب والأبحاث السريرية كانت النتائج إيجابية وتوصل الباحثون إلى الآتي: أن الخلايا الجذعية للدم هى الأكثر فعالية من بين باقي الانواع, وأن مرضى السكري من النوع الثاني الذين تم تشخيصهم في مراحل مبكرة هم الأكثر استجابة للعلاج بالخلايا الجذعية. وتُعد العلاج الحديث الأكثر فاعلية للشفاء التام والنهائي من مرض السكري.
– جراحات علاج السمنة و انقاص الوزن
أفادت العديد من الأبحاث أن جراحة علاج السمنة المفرطة و إنقاص الوزن تُعد علاجًا لمرض السكري من النوع الثاني وخاصة في الحالات التي تُعاني من ارتفاع نسبة السكر في الدم نتيجة للسمنة المفرطة. وأشارت الإحصائيات العالمية الى أن زيادة معدلات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني سببه السمنة التي تُسبب زيادة في عملية الأيض وبالتالي تسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم.
وفي هذه الحالات يلجأ الأطباء إلى إجراء عمليات جراحية لإنقاص الوزن مثل عملية تحويل مسار المعدة، أو عملية تدبيس المعدة، أو عملية ربط المعدة، أو عملية تكميم المعدة، أو عملية قص المعدة وغيرها من العمليات التي تهدف إلى تقليل حجم المعدة فتقل كمية الطعام الداخل الى الجسم فيقل الوزن وينضبط مستوى السكر في الدم. وتُستخدم هذه الجراحات مع الحالات التي لا يستجيب لأنظمة إنقاص الوزن الغذائية او في الحالات اللتي تعاني من السمنة المفرطة, ينصح باستشارة الطبيب لتحديد ما اذا كان هذا النوع من العمليات مفيد للمريض ام لا.
وتُعد عملية تحويل مسار المعدة الأكثر فاعلية وآمانًا , حيث يقوم الطبيب بتقسيم المعدة إلى قسمين، قسم علوي صغير وقسم سفلي كبير، ثم يقوم بتوصيل الجزء العلوي من المعدة بالجزء الأوسط في الأمعاء الدقيقة, وبالتالي تقل كمية الطعام مع الاحساس بالشبع. كما أن الطعام يتجاوز الجزء السفلي من المعدة والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة فيقل معدل الامتصاص وتقل السعرات الحرارية فيقل الوزن وينتهي مرض السمنة والسكري نهائيًا.
المصادر:
https://www.medicalnewstoday.com/articles/324282
https://www.pnas.org/content/pnas/107/30/13426.full.pdf
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6380040
https://www.webmd.com/diabetes/news/20190207/gastric-bypass-means-diabetes-remission-for-many#1
https://www.healthline.com/health-news/aging-how-gastric-bypass-eliminates-type-2-diabetes-072913#1