مرض السرطان و طرق علاجه

مرض السرطان هو ثاني مسبب للوفاة عالمياً بعد أمراض القلب وانسداد الشرايين، وقد شهد هذا المرض عبر السنوات القليلة الماضية ازدياداَ ملحوظاً في عدد المصابين به باختلاف أنواعه ودرجاته. ومع هذا الازدياد في عدد الحالات فقد زادت كمية المعلومات الصحيحة والمغلوطة المنتشرة بين العامة حول هذا المرض.

ومن هنا كانت الحاجة إلى بناء قواعد بيانات ثرية بالمعلومات الصحيحة حول السرطان، التعريف الصحيح له، وآلية حدوثه وإصابته للخلايا الحية، وأنواعه، وعوامل الخطورة التي قد تزيد من نسبة الإصابة بأنواع محددة منه، وطرق الوقاية.

مرض السرطان:

هو عبارة عن مرض يحدث بسبب خلل في بعض الجينات نتيجة لطفرة تحدث في الحمض النووي DNA، تكون مكتسبة في أغلب الحالات ومتوارثة في حالات قليلة، تؤدي هذه الطفرة إلى حدوث انقسامات متتالية ونمو متسارع لخلايا غير طبيعية مكونةً ما يعرف بالورم أو الأورام.
وتقسم الأورام الناتجة عن هذا التسارع إلى نوعين مختلفين، النوع الأول وهو الورم (الخبيث) وهو الاسم المتعارف عليه بين الناس عن مرض السرطان، ويعني اتصاف الخلايا المنقسمة بعدة صفات تجعلها تقترب من النمو الجنوني على حساب الخلايا والأنسجة المجاورة،

صفات الخلايا السرطانية:

+ تتصف الخلايا السرطانية الخبيثة بالتزايد المستمر والمجنون في عدد الانقسامات التي تتعرض لها، والتي لا تأبه لإشارات التوقف الناتجة عن بعض آليات التثبيط التي ينتجها الجسم، وبالتالي زيادة مستمرة في حجم الورم.

+ تتصف الخلايا السرطانية الخبيثة أيضاً بعدم وجود جدوى وظيفية منها، فهذه الخلايا التي تحدث نتيجة خلل جيني وتُفقد الجسم قدرته على التحكم في عملية النمو الخلوي لا تمتلك وظيفة مفيدة للجسم، فمثلاً الخلايا السرطانية الموجودة في الرئة في حالة سرطان الرئة لا تمتلك القدرة على القيام بالوظيفة الفسيولوجية التي تقوم بها خلايا الرئة الطبيعية، فلا تستطيع القيام بعملية تبادل الغازات.

+ تتصف الخلايا السرطانية الخبيثة بأنها تجتاح حيزاً مكانياً على حساب الخلايا والأنسجة السليمة المجاورة، فتؤثر تأثيراً سلبياً على هذه الأنسجة وتقوم بالضغط عليها فتفقدها وظيفتها الفسيولوجية.

+ تُعرف الخلايا السرطانية الخبيثة بأنها لم تنتج تبعاً لحاجة الجسم، فالنمو المتزايد لهذه الخلايا لم يكن نتيجةً لنقصٍ ما في الجسم أو حاجة معينة.

+ تستمد الخلايا السرطانية الخبيثة ترويتها الدموية من الأوعية الدموية الخاصة بالخلايا والأنسجة المجاورة، أي أنها لا تمتلك أوعية دموية خاصة بها كما هو الحال في خلايا الجسم الطبيعية.

+ يعد وجود هذه الصفات في الخلايا المنقسمة شرطاً لتعريفها بالخبيثة، بينما تُعرف الخلايا السرطانية (الحميدة) بخلوها من هذه الصفات.

السمات المميزة لمرض السرطان:

  • تتميز الأورام السرطانية بقدرة ذاتية على النمو دون الحاجة لإشارات النمو الخاصة التي يفرزها الجسم وفقاً لحالات وأسباب فسيولوجية معينة.
  • فقدان القدرة على الاستجابة للإشارات التثبيطية التي يفرزها الجسم للتحكم بعمليات النمو للخلايا.
  • تتميز الخلايا السرطانية بقدرتها على التغلب على آليات الموت المنظم التي تحدث فسيولوجياً داخل الخلايا الطبيعية، فتكسبها هذه الخاصية القدرة على البقاء حيَّة والاستمرار في الانقسام حتى في أصعب الظروف.
  • تمتلك الخلايا السرطانية قدرة غير محدودة على الانقسام وتزايد مستمر في الحجم والعدد.
  • تمتلك الخلايا السرطانية القدرة على تحفيز تكوين أوعية دموية جديدة تستفيد من ترويتها الدموية لتضمن عملية نمو المزيد من الخلايا.
  • القدرة على الانتشار إلى الأنسجة المجاورة وإلى أماكن بعيدة في الجسم، إذ يعرف كل نوع من أنواع السرطان بأكثر الأماكن التي يقوم بالوصول إليها مثل الدم، الجهاز العصبي والدماغ، والعظام والكبد وغيرها من الأعضاء والأجهزة الأخرى.
  • القدرة على تجاوز الجهاز المناعي في الجسم، فلا يستطيع التعرف على هذه الخلايا الغريبة عن طبيعة الجسم والتخلص منها.

ومن هذه السمات نستطيع القول إنالهدف العام للخلايا السرطانية هو كيفية إحداث النمو الكبير والمتسارع، والتخلص من آليات تثبيط النمو وآليات الموت المنظم للخلايا، وضمان التروية الدموية اللازمة لاستمرار بقائها على قيد الحياة ونموها وانقسامها غير المشروط.

ومن هنا يمكن إجمال أهم الفروق بين السرطانات الخبيثة والحميدة كما يلي:

يمكن إيجاد الفروق بين السرطان الحميد والسرطان الخبيث من خلال المميزات التي يتميز بها كل نوع منهما،

السرطان الحميد وأهم ما يتميز به هو:

  • بطء نمو الخلايا.
  • عدم قدرة الخلايا على الانتشار إلى باقي أجزاء الجسم.
  • تظهر الخلايا طبيعية وذات خطوط واضحة تحت المجهر.
  • لا يوجد حاجة لإزالتها إن لم تشكل خطراً على الصحة، وفي حال تم إزالتها فإنه من غير المحتمل أن تنمو بعد ذلك، ولا تحتاج إلى علاج كيميائي أو علاج بالإشعاع.

أما السرطان الخبيث فمن أبرز ما يميزه ما يلي:

  • نمو الخلايا السرطانية بسرعة كبيرة.
  • يمكن أن تهاجم الأنسجة السليمة القريبة منها.
  • تظهر الخلايا السرطانية بشكل غير طبيعي تحت المجهر.
  • تحتاج إلى أنواع متعددة من العلاجات كالجراحة والإشعاع والعلاج الكيميائي، ويمكن أن تنتشر بعد إزالتها.

ما هي أنواع مرض السرطان؟

تختلف أنواع مرض السرطان وتتنوع، حيث تصل إلى 200 نوع، يمكن تقسيم السرطان اعتماداً على عدة عوامل، ومن أهمها:

أنواع مرض السرطان حسب الخلايا المصابة الأساسية:

  • السرقوم: وهو السرطان الذي ينمو في الأنسجة الضمة كالعضلات والأوعية الدموية.
  • السرطانة: وهو السرطان الذي ينمو في الأغشية المبطنة للأعضاء، أو الذي يصيب الجلد.
  • اللوكيميا: وهو السرطان الذي يصيب نخاع العظم، وهو المادة المسؤولة عن تكوين خلايا الدم في الجسم.
  • الليموفوما: وهو السرطان الذي يصيب أجزاء الجهاز الليمفاوي عند الإنسان.

أنواع مرض السرطان حسب مكان الأنسجة المصابة بالسرطان:

  • سرطان الجلد: يشتمل على سرطان الخلايا القاعدية والسرطان الميلانيني.
  • سرطان الرئة: يعد واحداً من أفتك أنواع السرطانات المنتشرة في العالم.
  • سرطان الثدي: هو أكثر أنواع السرطانات شيوعاً عند النساء.
  • سرطان البروستاتا: هو أكثر أنواع السرطانات شيوعاً عند الرجال.
  • سرطان القولون والمستقيم: يصيب بطانة القولون والمستقيم وقد يهاجم العقد الليمفاوية المجاورة لهما.
  • سرطان المثانة: يصيب جدار المصانة، وهو رابع أنواع السرطانات انتشاراً عند الرجال.
  • سرطان الرحم: يسمى أيضاً سرطان عنق الرحم، يصيب رحم المرأة ويعد واحداً من السرطانات بطيئة النمو.

ما هي أعراض مرض السرطان؟

تختلف أعراض السرطان من نوعٍ إلى آخر، ومن حالة إلى أخرى، لكن هناك عدة أعراض شائعة بين المرضى، ومع ذلك فإن وجود هذه الأعراض لا يعني بالضرورة الإصابة بالسرطان، إلا أن استمرارها يستدعي الإسراع لاستشارة الطبيب، ومن الأمثلة على هذه الأعراض ما يلي:

  1. الآلام المزمنة: يعد الألم المزمن واحداً من أهم الأعراض التي يمكن أن يصاب بها مريض السرطان، كما أنها دليل مهم على بدء انتشار المرض في الجسم، كما أنها يمكن أن تكون علامة مبكرة لوجود أنواع معينة من السرطانات مثل سرطان الخصية أو العظام، وتختلف طبيعة الألم أو مكانه من نوع إلى أخر من الأنواع، فالصداع الذي لا يستجيب للعلاج يمكن أن يكون علامة على أورام الدماغ، وآلام الظهر يمكن أن تكون علامة على الإصابة بسرطان المستقيم أو القولون أو المبيض.
  2. فقدان للشهية: يأتي فقدان الشهية في العادة في مرحلة متقدمة من انتشار مرض السرطان.
  3. فقدان ملحوظ وغير مقصود لوزن الجسم: يعاني الكثير من مرضى السرطان من فقدان الوزن في أي مرحلة من مراحل المرض بدون أي سبب، حيث يمكن أن يصل الوزن المفقود إلى 10 أرطال، ويحدث فقدان الوزن عادة مع سرطان المعدة أو البنكرياس.
  4. التعرق الليلي.
  5. ارتفاع حرارة الجسم باستمرار: تعد الحمى واحدة من أكثر الأعراض انتشاراً خاصة بعد انتشار المرض في الجسم، وقد تكون هذه الحمى علامة مبكرة للكشف عن بعض أنواع السرطانات مثل اللوكيميا أي سرطان الدم.
  6. وجود دم البول أو البراز: ويمكن أن يدل هذا على الإصابة بسرطان المستقيم أو القولون.
  7. حدوث كسر في العظام بدون أسباب، أو عند التعرض لضربة خفيفة لا تسبب ضرراً في العادة.
  8. تعب دائم وإرهاق الجسم: يصاب مرضى السرطان بالتعب والإرهاق اللذين لا يمكن التخلص منهما بالراحة، وقد تكون هذه الأعراض علامة لنمو المرض، أو يمكن أن تحدث في مرحلة مبكرة من المرض، كما في حالة سرطان الدم. وفي بعض الحالات فإن السبب وراء ذلك يكون بسبب فقدان غير واضح للدم كما في حالة سرطان المعدة والقولون.

هناك بعض الأعراض الخاصة بالسرطانات والتي تتمحور حول ما يلي:

  1. ظهور ورم أو كتلة في أي مكان من الجسم.
  2. ملاحظة تغيرات في عملية الهضم كالإمساك أو الإسهال المستمر أو صعوبة في البلع.
  3. ملاحظة تغير في الزوائد اللحمية، كوجود تغير في اللون أو الحجم.
  4. الإصابة بتقرح دائم لا يستجيب للعلاجات.
  5. اختلال في الدورة الشهرة للمرأة بدون سبب واضح.
  6. الإفرازات المهبلية تكون غير طبيعية.

كيف يتم تشخيص مرض السرطان؟

تبدأ أي عملية تشخيص دائماً بأخذ التاريخ المرضي الشامل للمريض، حيث يعد التاريخ المرضي واحداً من أهم أركان عملية التشخيص، وبعده يتم اللجوء إلى الطرق الأخرى التي تؤكد أو تخصص الإصابة بمرض السرطان.

  • التصوير: هناك العديد من أنواع التصوير التي يتم اللجوء إليها في حالة الشك بالإصابة بمرض السرطان، ومن الأمثلة عليها: الأشعة السينية والصور المقطعية والرنين المغناطيسي والمسح الذري.
  • التنظير: يستخدم التنظير في الجهاز الهضمي أو الرحم أو الرئتين.
  • فحص عينة من النسيج المصاب تحت المجهر، للتعرف على نوع الخلايا السرطانية ونشاطها وما إلى ذلك.
  • إجراء فحوصات (Tumor markers) لتأكيد التشخيص.

ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان؟

  1. التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة بدون وقاية، حيث تزود هذه الممارسة من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
  2. التدخين سواء كان بشكل إيجابي أو بشكل سلبي.
  3. تناول الأطعمة والأغذية غير الصحية بكثرة.
  4. قلة ممارسة الرياضة.
  5. الاستعداد الجيني والوراثي.
  6. التعرض للإشعاعات.
  7. التعرض للمواد الملوثة الخطيرة.

ما هي الطرق المتاحة لعلاج مرض السرطان؟

تهدف طرق علاج مرض السرطان للقضاء على الخلايا السرطانية وتثبيط نموها دون الخلايا السليمة، ومع ذلك فإن طرق العلاج تختلف من نوع إلى آخر من الأنواع تبعاً للعديد من العوامل، وتشمل هذه الطرق ما يلي:

مرض السرطان و طرق علاجه
تساقط الشعر نتيجة العلاج الكيميائي

الجراحة:

يتم اللجوء إلى الجراحة لاستئصال السرطان، ويمكن من خلالها إزالة العضو المصاب بأكمله أو إزالة جزء منه فقط، ومن أكثر أنواع السرطانات التي تحتاج إلى الجراحة سرطان الثدي.

– العلاج الكيميائي:

هو عبارة عن أدوية تهدف إلى قتل الخلايا السرطانية أو إبطاء نموها، حيث يزود المريض بأدوية العلاج الكيميائي من خلال المغذي الوريدي، أو يمكن تناولها على شكل حبوب، ويساعد العلاج الكيميائي على مكافحة أنواع السرطانات التي يمكن أن تنتشر في الجسم.

العلاج بالإشعاع:

تستخدم حزم مرتفعة من الطاقة في العلاج الإشعاعي لمرض السرطان، مثل أشعة إكس، ويمكن تلقي حزم الطاقة هذه إما من جهاز من خارج الجسم وتسمى حينها (الحزم الإشعاعية الخارجية) أو من خلال وضع هذه الحزم في المنطقة المصابة بالإشعاع لنشر الإشعاع داخل الورم السرطاني وتسمى في هذه الحالة (الحزم الإشعاعية الداخلية).

العلاج المناعي:

ويعرف أيضاً بالعلاج البيولوجي، حيث يساعد هذا العلاج على الكشف عن السرطان في الحالات التي لا يتعرف فيها جهاز المناعة عليه، ومن ثم مهاجمته والقضاء عليه.

زراعة نخاع العظم:

يتوجه الطبيب في بعض الأحيان نحو خيار زراعة نخاع العظم، وهو عبارة عن مادة موجودة في مركز العظم ومسؤولة عن تكوين خلايا الدم، حيث تسمح هذه العملية باستخدام جرعات أعلى من العلاج الكيميائي، أو يمكن أن يستخدم لاستبدال أجزاء نخاع العظم المصابة بالسرطان.

العلاج الهرموني:

يستخدم العلاج الهرموني لعلاج أنواع السرطانات التي تحتاج إلى وجود بعض الهرمونات في الجسم، حيث يهدف هذا العلاج لإزالة الهرمونات من الجسم، أو إيقاف عملها مما يسهم في قتل الخلايا السرطانية، ومن أشهر الأمثلة على ذلك: سرطان البروستاتا وسرطان الثدي.

الاستئصال بالتجميد:

يهدف هذا العلاج إلى قتل الخلايا السرطانية عن طريق البرودة، حيث تدخل إبرة رفيعة خلال الجلد، ويتم توجيهها إلى موضع الورم السرطاني، ويضخ الغاز عبر الإبرة لتجميد الأنسجة السرطانية، ثم تترك هذه الأنسجة لتذوب، ويتم تكرار هذه العملية حتى تقتل الخلايا السرطانية.

الاستئصال بالموجات الترددية:

يقوم الطبيب في هذا النوع من العلاج بتوجيه إبرة رفيعة عبر الجلد حتى يصل إلى الأنسجة السرطانية، وتمرر طاقة عالية التردد من خلال هذه الإبرة فترفع درجة حرارة الأنسجة السرطانية وتقتل الخلايا القريبة.

العلاج المساعد:

يهتم العلاج المساعد بقتل الخلايا السرطانية المتبقية من بعد العلاج الأساسي للمرض، وذلك بهدف تقليل الإصابة بالسرطان مرة أخرى، حيث تشمل العلاجات المساعدة على العلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، والعلاج بالهرمونات.

العلاج التلطيفي:

يهتم العلاج التلطيفي بتخفيف الأعراض الناتجة عن السرطان أو عن علاج السرطان، ويمكن أن يتم استخدامه في نفس وقت العلاج الأساسي للسرطان، كالأدوية التي توصف لتخفيف الألم.

كيف يمكن الوقاية من الإصابة بالسرطان؟

هناك العديد من النصائح التي يقدمها الأطباء دوماً لتقليل فرصة الإصابة بمرض السرطان والتي تتعلق في الغالب بالعادات اليومية الحياتية والغذائية، ومنها:

  1. ممارسة الرياضة بشكل دوري.
  2. التوقف عن التدخين.
  3. المحافظة على وزن طبيعي للجسم.
  4. تجنب التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة دون وقاية.
  5. المحافظة على إتباع الأطعمة الصحية الغنية بالألياف، بالإضافة إلى الخضار والفواكه.
  6. الإسراع في استشارة الطبيب عند وجود أي أعراض مشابهة لما تم ذكره مسبقاً.

اترك تعليقاً