أحدثت وسائل منع الحمل تقريبا قبل 60 عاماً ضجة كبيرة و وافقت منظمة الغذاء والدواء على تناول حبوب منع الحمل، ولكن مع التقدم العلمي توفرت خيارات أخرى كانت أكثر تناسبا مع جميع الفئات والحالات، فتنوعت بين الأجهزة القابلة للزرع، واستخدام اللولب بأنواعه، وغيرها من الوسائل.
عزيزتي إن كنتي تبحثين عن أفضل وسيلة لتحديد النسل للمرة الأولى، أو جربتي البعض وتبحثين عن أفضلها، فهناك عدة عوامل يجب عليكي مراعاتها من الناحية الطبية و العلمية, حيث اننا لن نتطرق لرأي الدين او الشرع في هذا الموضوع و نتركه لذوي الاختصاص.
اليك لمحة مبسطة عن خيارات تحديد النسل المتوفرة اليوم.
- التعقيم ويشمل ربط قناة فالوب للنساء، أو قطع القناة المنوية للرجل؛ هي إجراءات طبية فعالة للغاية يمكن أن تمنع الحمل في المستقبل بشكل دائم. ولكن البعض لا يفضلها ان كان يرغب في تحديد النسل لفترة وجيزة فقط.
- الوسائل الهرمونية قصيرة المفعول؛ وتشمل حبوب منع الحمل، واللاصقات المانعة للحمل، والحلقة المهبلية وجميعها تحتوي على البروجستين، وهو هرمون يتسبب في سماكة مخاط عنق الرحم، وترقيق بطانة الرحم؛ بحيث لا يمكن للحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة وتخصيبها. وقد يحتوي بعضها أيضا على هرمون الاستروجين، الذي يمنع المبيض من تحرير البويضات.
ستحتاجين إلى وصفة طبية من طبيبك، وإذا اخترت حبوب منع الحمل، فسيتعين عليك تناول حبة واحدة كل يوم في نفس الوقت. أما استخدام اللصقات فهو يحتاج إلى تغيير كل أسبوع، وحلقة المهبل تحتاج إلى تغيير شهريا. ويمكن استخدام الحلقة لمدة عام كامل.
- الوسائل الهرمونية طويلة المفعول، وتتميز بأنه بالإمكان توقيفها عند الرغبة بإنجاب طفل، كما أنها توفر حماية ضد الحمل لمدة تتراوح من 3 إلى 12 عامًا بعد الإدخال، مما يلغي الحاجة إلى تناول حبوب منع الحمل اليومية. وتنقسم الى اللولب الهرموني الذي يحتوي على هرمون البروجستين لمنع الحمل، في حين أن اللولب النحاسي يمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة. وهناك حقنة منع الحمل التي تؤخذ كل ثلاثة أشهر.
- استخدام الواقي الذكري، أو الأنثوي وكذلك الحجاب العازل، وغطاء عنق الرحم وإسفنجة منع الحمل.؛ حيث تمنع الحيوانات المنوية من الوصول الى البويضة. ومن المفترض أن يتم استخدامها في كل مرة تمارس فيها الجنس أو كطريقة احتياطية لأشكال أخرى من تحديد النسل.
ومن الجدير ذكره أنه ليس هناك وسيلة منع حمل مضمونة جدا، أو مناسبة للجميع، ولهذا اختيار هذه الوسيلة يجب أن يكون تحت رعاية الطبيب المختص، وتراعى هذه العوامل عند اختيار وسيلة تحديد النسل: –
1. فعالية وسيلة منع الحمل
الهدف الرئيسي من استخدام وسائل منع الحمل هو التيقن من عدم الانجاب خلال استخدامهم. ويتم قياس فعالية وسائل تحديد النسل بما يعرف بمعدل الفشل، وهو النسبة المئوية المقدرة للنساء اللواتي يحملن في غضون عام من استخدام وسائل منع الحمل.
وتعتبر وسائل الربط، والوسائل الهرمونية طويلة المفعول من أفضلها بمعدل فشل أقل من 1%.
وتتطلب الوسائل الهرمونية، على الرغم من أنها لا تزال فعالة للغاية، الاستمرارفي تناول الدواء بانتظام، أو التبديل فيما بينها (مثل الحلقة أو اللاصقات)، مما يؤدي إلى معدلات فشل أعلى قليلاً تتراوح بين 4 و7 في المائة و ذلك بسبب النسيان او السهو. وأخيرا، فإن أساليب استخدام العوازل الذكورية تفشل بنسبة تتراوح بين 13 و23 في أغلب الأوقات.
2.مخططاتك لإنجاب الأطفال
في حالة كنتي تفكرين بتكوين عائلة قريبا، قد ترغبين في استخدام وسائل منع الحمل قصيرة المفعول، وعلى الرغم من أن اللولب فعالاً وسهلاً للغاية، إلا أنه يتطلب زيارة الطبيب عند التركيب والإزالة. وهذا يعني أنك لا تستطيعي التخلص منه على الفور، لهذا ينصح إذا كنتي تخططي لإنجاب الأطفال قريبا، أن لا تبذلي جهد للحصول على اللولب الرحمي.
وتنطبق نفس الفكرة على وسائل منع الحمل الهرمونية الأخرى مثال الحبوب، أو الإبر؛ فالقد يستغرق انسحابها من الجسم فترة زمنية طويلة.
وهنا يصبح استخدام وسائل منع الحمل مثال الواقي الذكري، أو طرق تنظيم الأسرة الطبيعية، الخيار الأفضل في مثل هذه الحالة لعدم احتياجهم لوقت ولا بذل جهد عند الرغبة بالحمل.
3.كم مرة سوف تستخدمي وسائل منع الحمل؟
تختلف مدة استخدام وسائل منع الحمل ولا يتكيف الجميع معها، فعليك عزيزتي بمعرفة أن وسائل منع الحمل طويلة المفعول، مثال اللولب الرحمي قد تمنع الحمل لفترة تتراوح ما بين ثلاث الى سبع سنوات، إذا كانت من النوع الهرموني، أما النحاسي فقد يمتد الى عشر سنوات.
أما التعقيم فهي تمنع الحمل لمدى الحياة. والحبوب الهرمونية قصيرة المفعول تحتاج الى استخدام يومي. لهذا لديك العديد من الخيارات وعليك اختيار ما يناسبك أكثر.
4.سهولة استخدام وسيلة منع الحمل بدون وصفة طبية
في الآونة الأخيرة منع صرف حبوب منع الحمل بدون وصفة طبيبة، وكذلك لزرع اللولب الهرموني، أو النحاسي يحتاج الأمر لمتابعة مع الطبيب المختص، وينطبق نفس الأمر على ابرة منع الحمل التي تجدد كل ثلاث شهور، فهي تحتاج لوصفة طبية.
أما وسائل منع الحمل مثال الواقي الذكري والأنثوي، فالأمر لا يحتاج لوصفة طبية، ونفس الأمر في حالة الاعتماد على حساب أيام التبويض، أو الوسائل الأخرى التي لا تعتمد على تناول العقاقير.
وعلى الرغم من سهولة تداول الواقيات، الا أن الأمر يحتاج الى ضرورة تذكر استخدامها في كل مرة. الا أن البعض يفضل الأنواع الأخرى للتحرر من مشكلة النسيان. في النهاية يتم الاختيار حسب نمط حياتك.
5. تكلفة وسيلة منع الحمل
تختلف تكلفة وسائل منع الحمل، اعتمادًا على:
- نوع العلامة التجارية التي تستخدميها، وجودتها.
- إذا كان لديك تغطية تأمينية.
- مصدر حصولك عليها.
بعض وسائل منع الحمل رخيصة الثمن، ومتوفرة، ولكن البعض منها يكون مكلف ماليا، وقد يحتاج الى وجود تأمين صحي لتغطيته، بالإضافة الى الرعاية الصحية أثناء فترة الاستخدام.
فعليك الاختيار تبعا لنفقاتك، وظروفك المالية.
6. وقاية وسائل منع الحمل من الأمراض المنقولة جنسيا
وفقاً لمركز صحة المرأة فقد ثبت أن فقط الواقي الذكري والأنثوي بما يسمى الكوندوم يقيان من الأمراض المنقولة جنسياً.
7. تخففيها من أعراض الحيض الشهرية
تشتمل أعراض الحيض الشهرية عادة على تشنجات في الرحم، ونزيف حاد.
أغلب وسائل منع الحمل الهرمونية تخفف من حدة الحيض؛ حيث تقلل من شدة النزيف ومن الالآم المصاحبة. إلا أن بعض النساء المستخدمة للولب النحاسي قد تعاني من الالام أكثر وغزارة في دم الحيض.
8. ان كنتي تفكري في تخطي فترة الحيض
في حالة رغبتي في تجنب النزيف الشهري، بإمكانك استخدام أحد وسائل منع الحمل الهرمونية؛ مثال الإبر، واللولب الرحمي، أو الحبوب بشكل مستمر. ولكن بالطبع يفضل استشارة الطبيب بهذا الأمر.
وتجد العديد من النساء أن تحديد النسل باستخدام الوسائل الهرمونية يجعل الدورة الشهرية أقصر ومنتظمة وأخف وزنا ويقلل من تشنجات الحيض، وفقا ل ACOG (الكلية الأمريكية لأطباء النساء ولتوليد)، كما تم ربط تحديد النسل الهرموني بتقليل خطر الإصابة بسرطان المبيضين والرحم والقولون، ويستخدم لعلاج بطانة الرحم والأورام الليفية.
9. تأثير وسيلة منع الحمل على العلاقة الزوجية
اختلفت الدراسات حول احتمالية تسبب وسائل منع الحمل بتقليل الرغبة الجنسية عند النساء، البعض قد يتأثر، والبعض الآخر، لم يحدث لديه أي تغييرات في الوظائف الجنسية. وتكررت نفس التناقضات أيضا حول الواقي الذكري، وتسببه بالحساسية، أو انزعاج الرجل من استخدامه. ولكن نجد تضارب في الأراء لدى الغير وتأكيدهم على تأخيره لوقت القذف وشعورهم براحة أكبر.
10. هل تسبب وسائل منع الحمل أعراض جانبية؟
تقلق بعض النساء من الأعراض الجانبية لتناول الهرمونات بانتظام. ولكن وفقًا للكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء، ثبت أن تحديد النسل الهرموني آمن للغاية لمعظم النساء. فالهرمونات هي ببساطة إصدارات اصطناعية من تلك التي يصنعها جسمك بشكل طبيعي.
على عكس الشائع عن وسائل منع الحمل الهرمونية بانها تسبب العقم، وجدت مراجعة لـ 22 دراسة، شملت 14884 امرأة توقفن عن استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، وأثبتت انه لا يبدو أن لها تأثير سلبي على خصوبة المرأة بعد أن أوقفوها، بغض النظر عن المدة التي استخدموها فيها.
اما عن الأعراض الجانبية الأكثر شيوعا وتختلف من شخص لآخر هي:
- فترات حيض غير منتظمة.
- تغييرات في غزارة الحيض.
- ظهور حب الشباب.
- تغيرات مزاجية.
- زيادة في الوزن.
- صداع مزمن.
عليك التحدث مع طبيبك في حالة ظهور أي أعراض أو عدم الشعور بالارتياح، فربما تحتاجي لتغيير مستوى الهرمونات أو تجربة نوع آخر من تحديد النسل.
أما الأعراض النادرة الحدوث والأكثر خطورة: –
- جلطة الدم والانسداد الرئوي.
- السكتة الدماغية وهي أخطر الآثار الجانبية المحتملة لتحديد النسل الهرموني.
على الرغم من أنها منخفضة نسبيًا لدى النساء اللاتي ليس لديهن أي عوامل خطر. حتى مع عوامل الخطر، سيكون طبيبك قادرًا على مساعدتك في العثور على شكل مقبول من وسائل منع الحمل، ربما لا يحتوي على هرمونات..
11.أي مخاطر صحية مرتبطة بها، بشكل عام أو بشكل خاص بالنسبة لك
ينصح بعدم استخدام أنواع محددة من وسائل منع الحمل الهرمونية، واستشارة الطبيب في حالة كان لديك:
- تاريخ من جلطات الدم.
- تاريخ شخصي أو عائلي من سرطان الثدي.
- السكري، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول، وتجلط الأوردة العميقة.
- الصداع النفسي.
- أمراض القلب، أو عمرك أكبر من 35 ومدخنة.
تأكدي أيضًا من مناقشة أي أدوية تتناولينها حاليًا مع الطبيب المختص.
12. هل تتفق مع العقيدة الدينية، والعادات الاجتماعية؟
هنالك اشكالية في استخدام وسائل منع الحمل من الناحية الدينية أو الشرعية و مناقشة هذا الموضوع يكون مع اصحاب الاختصاص قبل الشروع باستخدام اي منها.
فعليك أن تقارني بين المخاطر والفوائد المترتبة على أي نوع من وسائل منع الحمل وكيف تشعرين حيال الحمل غير المقصود. والخيارات متعددة، بإمكانك مع شريكك تحديد المناسب، واستشارة الطبيب.
المصادر والمراجع:
https://www.everydayhealth.com/womens-health/factors-to-consider-choosing-your-birth-control/
https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/birth-control/basics/birth-control-basics/hlv-20049454